آراء ومقالات

مسؤول يمني ينظر إلى الرئيس شي جين بينغ كرجل الدولة العالمي.

بقلم/ فؤاد الغفاري مستشار رئيس الوزراء لشؤون دول بريكس

من عبق تاريخ طريق اللبان والبخور اليمني القديم وعناقه الحضاري مع طريق الحرير القديم، مثلت لنا زيارة فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الجوار السعودي في مطلع ديسمبر ٢٠٢٢م للمشاركة في القمة العربية الصينية الأولى، رسالة بالغة الدهشة بعد زيارته في يناير ٢٠١٦م آنذاك بوثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية، إذ أن سبع سنوات فارقة لا يمكن إلا أن تحمل جديداً يليق بالحضور الصيني الأصيل من واقع حضارته وفلسفته الممتدة منذ ٥٠٠٠ عام، الأمر الذي كان لإختبار تناول فخامته للأزمة اليمنية بإنفتاح للتعامل مع كل الأطراف بهذا الخصوص هو ترجمة حقيقية لمبادرة الأمن العالمي، ولكنها برزت في كلمة الرئيس مجدداً في القمة ثم ظهرت في ٢٠ فبراير من خلال إعلان كبير الدبلوماسيين الصينيين عن ٢٠ موجهاً لمبادرة الأمن العالمي.

وتأتي مفاجأة رعاية الصين لعودة العلاقات الدبلوماسية الإيرانية السعودية بمثابة التعبير الحقيقي عن ثقافة طريق الحرير الجديد وترجمة صارخة لمبادرة الأمن العالمي، وما تقوله السيدة الألمانية هيلجا لاروش عن توافق الأضطاد بذهاب الأطراف لترك الإختلافات حتى يتفقوا على ما يجمعهم، بحسب المفهوم السياسي الفلسفي للألماني نيكولاس كوزانوس، الأمر الذي نقرأه بإعجاب لاسيما وقراءة اليمن للسلام سابقة في صمودها بالمحافظة على مؤسسات الدولة رغم عدوان الإستكبار العالمي، وبحماية اليمن لأمن البحر الأحمر الذي مثل عامل إستقرار عالمي وعامل ثبات لإستقرار طريق الحرير البحري في عمق الجزيرة العربية والقرن الأفريقي وبالتالي عالمياً..

وإذ دعت القيادة اليمنية مبكراً في أغسطس ٢٠١٩م إلى مبدأ الأمن مقابل الأمن وكذلك للتعاون الأمني المشترك فإن مبادرة الأمن العالمي من الأهمية التي تتطلب التوعية الكبيرة عنها لمواجهة المخاطر الأمنية الغير تقليدية التي تواجه العالم، ونعني الأمن الإقتصادي والغذائي والمعلوماتي والصحي والذاتي..الخ. ومع إهتمامنا في اليمن بمبادرة الأعمال الثمانية المشتركة التي طرحها فخامة الرئيس الصيني في القمة العربية الصينية الأولى نحو مبادرة المجتمع العربي الصيني، فإن مبادرته للأحزاب السياسية حول العالم لأعمال الحضارة العالمية، ومبادرة أصدقاء الصين لأهداف التنمية العالمية، ومع الذكرى العاشرة هذا العام لإعلان مبادرة الحزام والطريق، كل ذلك يعطي إشارته أننا أمام شخصية تخطت التاريخ والجغرافيا، شخصية أعطت لبناء الدولة فكراً حقيقياً يؤسس لرجل الدولة العالمي ولوطنيين بدرجة مواطنة عالمية في عصر الصين والعالم.

المصدر: قناة CGTN العربية

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى