آراء ومقالات

الحصار أيضاً كارثة

محمد سلطان المعطان

كشفت أمريكا والغرب عن وجوههم القبيحة والبشعة، واتضح زيف أساليبهم عن حقوق الإنسان ونصرة قضايا الشعوب وحضارتهم المزيفة.. وهاهم يصمون آذانهم عن صرخات الاستغاثة التي يطلقها المنكوبون من أبناء الشعب السوري العالقين بين ركام الزلزال وتحت أنقاض منازلهم المدمرة، ليس ذلك فحسب بل إنهم جعلوا من قانونهم سيء السمعة والصيت قانون قيصر الذي يقتل السوريين جوعا وحصارا سوطا مسلطا على حلفائهم لمنعهم من تقديم المساندة لشعب يواجه الموت وحيدا ويصارع آثار الكارثة أعزلا بلا سلاح ولا امكانيات..

لقد أظهر الزلزال المدمّر الذي تعرضت له المدن السورية أنه ليس وحده عنوان الكارثة، فالحصار الأمريكي والغربي الظالم المفروض على الشعب العربي السوري وجه قبيح وبشع من وجوه مأساة هذا الشعب العظيم الذي يأبى الخضوع لقوى الهيمنة والغطرسة..

لقد اتضح للجميع كيف تخلت أمريكا عن كل الادعاءات والمزاعم الكاذبة حول حقوق الإنسان والقيم الحضارية الزائفة، فلم تحرك لها كارثة كبرى بحجم الكارثة التي تعرض لها الشعب السوري ساكنا، وكأنه لا وجود لهذا الشعب المنكوب.. فيما سارعت إلى تقديم مساعدتها للاخرين ليس بدافع إنساني وإنما بدوافع اخرى مختلفة تماما..

ونستغرب من بعض الدول والمنظمات وشركات الطيران والذين امتنعوا عن تقديم وإيصال المساعدات جوا خشية انتهاك الحصار الأمريكي الظالم خوفاً من غضب أمريكا التي كشفت عن وجهها القبيح..

نؤكد تضامننا اللامحدود مع الشعب العربي السوري وقيادته، وندعو كل أحرار العالم شعوبا وحكومات إلى سرعة مد يد العون للمتضررين من آثار الكارثة، سيكون عارا على جبين الإنسانية إذا تركنا آلاف المنكوبين بينهم أسر بكامل أفرداها وأطفالا رضع وحديثي الولادة مدفنون تحت الأنقاض أحياء..

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى