كتب لها الحياة مرتين حينما ولدت وحينما نجت من الزلزال
كتب لها الحياة مرتين، الأولى عندما أنجبتها أمها، والثانية حينما نجت من تحت الأنقاض، بعد مضي أقل من 12 ساعة على ولادتها، هي الرضيعة زينب علي عرنوس، في حين حصد الزلزال أرواح غالبية أفراد أسرتها الذين قضوا في انهيار مبنى سكني في حي الأربعين بمدينة حماة.
الرضيعة زينب تعد من أصغر الناجين من الزلزال الذي ضرب مناطق عدة في سورية، حيث لم يتجاوز عمرها عند وقوع الزلزال الـ 12 ساعة، وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشالها وهي على قيد الحياة من تحت الركام دون أن تتعرض لأي جروح رغم تكدس أطنان من الأنقاض فوق جسدها الغض.
وقال جدها جمال عرنوس في لقاء مع سانا: لم يتبق أحد من أسرتها سوى أختيها الصغيرتين نسيبه 5 سنوات وغنى 4 سنوات اللتين شاء القدر بأن يبقيا في القرية، في الوقت الذي أسعفت فيه الأم إلى مدينة حماة اضطرارياً لتضع مولودتها في أحد المشافي، مضيفاً: “إنه بعد ولادة الأم للطفلة تخرجت من المشفى بعد ساعات وقصدت هي وزوجها وطفلها الصغير وحماتها شقة لأحد الأقارب في مدينة حماة لتكون ضمن المبنى المنهار جراء الزلزال”.
وتابع الجد المفجوع بعائلته: “تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال حفيدته الرضيعة بعد مضي نحو 6 ساعات على وقوع الزلزال، الأمر الذي استدعى تقديم الخدمات الإسعافية والطبية اللازمة، للحفاظ على حياتها، فيما ذهب ضحية هذا الحادث المأساوي الأب والأم وأخوها الصغير وجدتها وإحدى قريباتها، إضافة إلى عشرات الضحايا والمصابين الذين كانوا يقطنون في المبنى نفسه.
وعبر نجيب عرنوس عم الطفلة عن شعور الأسى لفقدان 6 أشخاص من عائلته، إثر الزلزال، مؤكداً حرصه البالغ هو وزوجته وأبوه المسن على التكفل بتربية الرضيعة زينب التي أخذت اسم أمها تخليداً لذكراها، مؤكداً أنهم لن يدخروا أي جهد أو دعم أو حنان أو تفان في سبيل رعاية وتربية الرضيعة زينب وأختيها وإحاطتهن بكل أوجه العناية لتعويضهن عن فقدان الوالدين بعدما أصبحن يتيمات وهن بعمر الزهور.
عبد الله الشيخ