أهم اخبارتقارير ودراساتسياسة

حماية “الازدهار” أم حماية “إسرائيل”.. خفايا تحالف البحر الأحمر.. وتعقيدات المهمة المستحيلة

الجماهير-تحليل

الجماهير-تحليل 

تحالف حماية “إسرائيل” كما وصفته صنعاء، أو تحالف حماية “الازدهار” وفقاً لتسمية واشنطن، والذي يضم بحسب إعلان الإنشاء عشر دول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، يواجه تعقيدات كثيرة تجعل فاعليته وتأثيره متدنية جداً، إن لم تكن متطابقة تماما مع مستوى الصفر!!

 

جدوى التحالف

التحالف الأمريكي المعلن ليس الأول في اليمن إذ سبق للولايات المتحدة إقامة عدة تحالفات في المنطقة منذ العام 2015 حتى وصلت إلى تشكيل القوة 153 التي خصصت لحصار اليمن بحريا وتضم نحو 34 دولة، لكنه يمنح أمريكا ورقة سياسية للمناورة أبرزها إرضاء الكيان الصهيوني الذي يواجه ضغوط دولية وداخلية مع دخول اليمن والضغط على اليمن لوقف الهجمات والاهم محاولة استعراض قواتها في وجه دول المنطقة التي بدأت تختار الحياد.

ويرى الخبير والمحلل العسكري العقيد مجيب شمسان، في حديث لموقع 26سبتمبر التابع للقوات المسلحة اليمنية أن “إعلان الولايات المتحدة الأمريكية تشكيلَ تحالف دولي ضد اليمن في البحر الأحمر لن يصب في صالح أمريكا ولا الدول الغربية”.

مشيرا إلى أن هذا التحالف يأتي في منطقة حساسة بالنسبة للتجارة العالمية، وبالنسبة لإمدَادات الطاقة… وأن “الأمريكي يدرك في صُلب القرار والتوجّـه أن الدخولَ في تحالف وصراع مع اليمنيين، في هذه المنطقة الحساسة يعني إغلاق مضيق باب المندب، وتحمل الاقتصاد العالمي خسائر كبرى، وسيكون هو والبريطاني والمتحالفين معه في تحالفه البحري ضد الشعب اليمني، أول المتضررين والخاسرين في مسار المواجهة عسكريًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا”، لافتاً إلى أن “أية عمليات عسكرية ضد اليمن، ستجعل القوات البحرية اليمنية في حالة جهوزية قصوى، وستلقن الأمريكي والإسرائيلي دروساً عسكرية لا يمكن نسيانها”.

 

غياب الدول المشاطئة

يضم التحالف الجديد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا والنرويج وجزر سيشل والبحرين.

وغابت عن التحالف الدول المشاطئة للبحر الأحمر أو دول حوض البحر الأحمر وهي: مصر والسودان واريتريا وجيبوتي والصومال والسعودية والأردن ” فضلا عن اليمن.. وهو الأمر الذي يثير الشكوك الكثيرة حول جدوى التحالف الجديد وتأثيره ، مما يجعله غير فعال وغير قادر على تحقيق الردع الاستراتيجي.

 

صعوبة التنفيذ 

يرى محللون استراتيجيون غربيون أن التحالف لا يمتلك الوسائل العسكرية لحماية كل سفينة، فمرافقة السفن حسم ولا يمكن خوض مواجهات بحرية في ظل استخدام صنعاء الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة في عملياتها، فعلى ماذا يستند الاختيار والفرز وتحديد الأولويات؟

قد يكون ممكنا أن يحاول مواجهة القوات البحرية اليمنية جزئياً، وصد عدد من الهجمات، لكنه سيجد صعوبة في ضمان الحركة الآمنة للسفن الصهيونية التي نشأ الحلف أساساً من أجل حمايتها.

 

تكاليف باهظة

كشفت واشنطن أمس الأربعاء مخاوف من التكاليف الباهظة لمواجهة هجمات القوات المسلحة، ونقل موقع بوليتيكو الأمريكي عن مصادر في الدفاع الامريكية قولها إن تكلفة صاروخ اس ام 2 الذي تستخدمه البوارج الامريكية لاعتراض الطائرات المسيرة تساوي قيمته نحو مليوني ومئة الف دولار مقارنة بالطائرة المسيرة التي تطلق من اليمن لا تتعدى تكلفتها الالفي دولار.

وبحسب المسؤولين فقط اعترضت البوارج الامريكية 38 جسماً طائراً خلال الأسابيع الأخيرة وبقيمة تعادل 80 مليون دولار.

 

إمكانية التدخل البري

قدرة دول التحالف على شن عمليات برية في الداخل اليمني محدودة جداً ، فهي لا تملك القوات الكافية لانزال بري وليس لديها معلومات كافية حول توقيت او مكان اطلاق الصواريخ والطائرات في براري اليمن الواسعة، وكل ما تملكه الاستعراض بالبوارج التي قد تصبح هي الأخرى هدفا محققا للألغام البحرية.

كما أن تجارب أمريكا السابقة في أفغانستان والعراق تجعلها تفكر ألف مرة في التدخل البري في اليمن ، خصوصاً وأن اليمن أكثر تعقيداً وصعوبة من أي دولة أخرى خاضت معها أمريكا صراع في وقت سابق.

 

موقف صنعاء من التحالف 

الرد الأقوى على إنشاء التحالف الأمريكي جاء من أعلى هرم السلطة في صنعاء حيث قال قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي: لن نقف مكتوفي الأيدي إذا كان لدى الأمريكي توجه لأن يصعد أكثر وأن يرتكب حماقة باستهداف بلدنا أو بالحرب عليه.

وأضاف: أي استهداف أمريكي لبلدنا سنستهدفه هو، وسنجعل البوارج والمصالح والملاحة الأمريكية هدفا لصواريخنا وطائراتنا المسيرة وعملياتنا العسكرية.

وأوضح بقوله: أحب الأمور إلينا وما كنا نتمناه منذ اليوم الأول أن تكون الحرب مباشرة بيننا وبين الأمريكي والإسرائيلي وليس عبر عملائه.

 

فرضية الحرب الإقليمية

يبدو أن الكيان الصهيوني ، والمصالح الأمريكية هما المتضرر الأكبر من توسع العدوان على قطاع غزة إلى حرب إقليمية -وربما دولية- وهو ما سيتحقق حتماً في حال لجوء واشنطن وتحالفها البحري إلى التدخل العسكري في اليمن سواء كان تدخلاً بحريا أو برياً.

ويرى مراقبون أن من شأن أي صراع إقليمي في البحر الأحمر سيمثل فرصة مغرية لتدخل روسيا والصين لحماية مصالحهما أيضاً، ومنافسة الهيمنة الأمريكية، الأمر الذي سيجعل الصراع دوليا واسعا وستكون عواقبه وخيمة على استقرار العالم.

ونقلت صحيفة “نيوزويك” الأمريكية عن الباحث المتخصص في التحليل الدفاعي والعسكري في الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فابيان هينز، إن البحرية الأمريكية قادرة على التعامل مع الصواريخ المضادة للسفن والطائرات المسيّرة، لكن ما يمثل مشكلة بالنسبة لها هو أنها بالفعل مرتبطة بالتزامات دولية، الأمر الذي يفرض على الولايات المتحدة أن توازن بين إظهار وجودها في شرق البحر الأبيض المتوسط لدعم إسرائيل، والحاجة إلى دعم حلفائها مثل كوريا الجنوبية وتايوان، وتقسيم الموارد بين أجزاء مختلفة من العالم.

 

خيارات بديلة

يرى محللون استراتيجيون أن الخيار الأنسب أمام واشنطن لاحتواء التصعيد في البحر الأحمر هو وضع حد للعدوان الصهيوني على قطاع غزة ، والعمل بشكل عاجل على حل الأزمة الإنسانية في القطاع ، الأمر الذي سبفرض على صنعاء إيقاف هجماتها البحرية التي تستهدف السفن الصهيونية.

ويحذر المراقبون من أن المماطلة في وقف العدوان على غزة ستكون له عواقب وخيمة على المصالح الأمريكية وعلى نفوذ واشنطن في الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى