التحالف يعيد ترتيب أوراقه ويسلم تعز لطارق صالح ويعيد الإخوان إلى شبوة
يواصل تحالف العدوان استغلال حالة اللا سلم واللا حرب السائدة في جبهات المواجهة، من أجل إعادة ترتيب أوراقه العسكرية والسياسية وبما يخدم أجندات قوى الهيمنة الدولية وفي طليعتها المشروع الصهيو-أمريكي والبريطاني.
يعمل التحالف وبوتيرة عالية على إعادة انتشار القوى والمليشيات المسلحة المتحالفة معه على الأرض وفق خطط مسبقة تفضي إلى رسم واقع جيوسياسي جديد يحقق له قدر من التماسك بعد ان استشرى الصراع في أوساط المليشيات المسلحة غير المتجانسة التي تسيطر على مساحات متباينة في المناطق والمحفظات اليمنية المحتلة.
وتسلمت المليشيات والقوات التابعة لطارق صالح السيطرة على تعز، واستكملت ملامحها أمس الأربعاء بزيارة طارق الى مدينة تعز التي تعد المعقل الرئيسي لحزب الإصلاح وهي الزيارة الاولى لأحد أقارب الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح عفاش الى مدينة تعز التي مثلت معقل ثورة فيراير عليه وعلى نظامه وأفراد أسرته.
وجاءت الزيارة بتفاهم إماراتي سعودي إذ وصل قائد المليشيات الإماراتية في الساحل الغربي طارق صالح عفاش إلى تعز، بعدما انتشرت ثلاثة ألوية مليشاوية على طول الطريق الممتد من مدينة المخا إلى مدينة تعز.
ووفقاً لمصادر عسكرية، فإن الثلاثة الألوية المليشاوية التي تسلمت مواقع ونقاط مليشيات الإخوان في المدينة قبيل زيارة طارق، ستستمر في الإنتشار في تلك المواقع تحت مظلة “الهيكلة” التي يجريها ما يسمى بالمجلس الرئاسي للتخلص من مليشيات الإنتقالي والإخوان.
ويرى مراقبون أن زيارة طارق عفاش إلى مدينة تعز، في هذا التوقيت بالذات، تأتي ضمن صفقة سعودية إماراتية لتسليم مدينة تعز لطارق عفاش بدلاً من مدينة عدن التي سبق وأن كانت مليشيات طارق تتأهب لإستلامها قبل أن تنقلب السعودية وتدفع بمليشياتها الجديدة، بالإضافة إلى إعادة مليشيات وقوات حزب الإصلاح إلى محافظة شبوة التي سبق وتم إخراجه منها.
وأفادت مصادر بأن القوات السعودية أعادت أربعة من قادة الألوية الموالية لحزب الإصلاح إلى محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن ، بعد 8 أشهر من قيام قوات المجلس الانتقالي وألوية العمالقة بطردهم منها في أغسطس الماضي عقب سيطرتها بدعم وإسناد إماراتي على مدينة عتق وبقية مديريات المحافظة .
موضحة أن وفدا عسكريا سعوديا عقد اجتماعاً مع كل من قائد اللواء 21 ميكا العميد جحدل حنش ، وقائد اللواء الثاني العميد مهدي مشفر القميشي ، وقائد قوات النجدة السابق العميد عبداللطيف ظيفير ، وقائد اللواء الأول حماية منشآت نفطية العقيد ناصر عيدروس الديولي ، في معسكر يقع بين شبوة وحضرموت .
وبحسب مصادر محلية في تعز فقد انتشرت الأربعاء مليشيات كبيرة في شوارع المدينة بهدف تأمين الزيارة حيث انتشرت مليشيات تابعة لما يسمى بحراس الجمهورية في الشوارع وقامت بتفيش دقيق للقاعة التي عقد فيها طارق عفاش لقائه مع قيادات السلطة المحلية والعسكرية في مدينة تعز الموالية لتحالف دول العدوان، وقامت المليشيات بإغلاق عدد من الشوارع المحيطة بقاعة الاجتماع وتأمين الأحياء التي تجول فيها طارق عفاش لالتقاط الصور.
وبحسب المصادر فأن قيادات عسكرية وسياسية تابعة لحزب الاخوان وتحالف العدوان لم تحضر اللقاء الذي اعتبره ناشطون استفزازا لهم باستثناء حضور خالد فاضل قائد محور تعز التابع للإخوان وخلال الزيارة تجول طارق عفاش في شوارع مدينة تعز ليعقد بعدها لقاء بمحافظ محافظة تعز التابع للتحالف نبيل شمسان ووكلاء المحافظة والقيادات العسكرية والأمنية ومدراء المكاتب التنفيذية وقيادات الأحزاب والتنظميات السياسية بالمحافظة التابعون لتحالف دول العدوان السعودي الإماراتي.
واعتبر محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لحركة انصار الله ومتحدث لجنة المصالحة بأن الهدف من تسليم طارق تعز تأمين خلفية هيمنة من وصفها بـ”دول العدوان” وابرزها إسرائيل، على باب المندب.
واعتبر البخيتي خسارة الإصلاح لتعز فادحة وتستدعي مصالحة وطنية مشتركة تقتضي التعاون بين القوى اليمنية لمنع تمدد إسرائيل، معتبراً تكثيف طارق افتتاح المشاريع على حساب الامارات بتعز محاولة لمد نفوذ “عفاش” ملمحا إلى خطوات محاربة سلطة الإصلاح قبل ذلك بدء بقطع مرتبات قواته ومنعه من الاحتفال بذكرى ثورة فبراير.
وتعد زيارة طارق عفاش المفاجئة إلى مدينة تعز تعد الأولى لأحد أفراد أسرة الرئيس السابق علي عبدالله عفاش منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في العام 2011م والتي أطاحت بنظام عفاش ، ليعود إليها ابن اخيه وتستقبله قياداتها.
وكانت قيادة شباب ثورة 11 فبراير قد أصدرت بيان ادانوا فيه بشدة زيارة طارق عفاش للمدينة وما وصفوه بتخاذل الاخوان وكافة التابعين لتحالف العدوان بالسماح لطارق عفاش بالدخول للمدينة التي رفضت حكم عفاش وكافة اسرته، وطالب البيان بان تكف دول التحالف يدها عن اليمن ومقدراته وعن العبث داخل الاراضي اليمنية.
وتشهد المناطق والمحفظات اليمنية المحتلة إعادة انتشار مكثفة للقوى والمليشيات التابعة لتحالف العدوان فيما يبدو أنه رسم خارطة نفوذ جديدة لفرض واقع يمكن التحالف من إطالة حالة الفوضى وعدم الاستقرار في تلك المناطق.