هل تؤدي الدعوة التاريخية التي أعلنها رئيس حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان إلى إنهاء صراع دام لأكثر من أربعة عقود.. وما هي أبرز ردود الفعل الدولية على دعوة الزعيم الكردي إلى إلقاء السلاح

دعا عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا، الخميس إلى إلقاء السلاح والتمهيد لحل الحزب، في خطوة قد تنهي صراعاً مستمراً منذ نحو 40 عاماً مع أنقرة وقد تكون لها تبعات سياسية وأمنية بعيدة المدى على المنطقة.
وقال أوجلان في رسالة نشرها أعضاء في حزب المساواة والديمقراطية للشعوب “أدعو إلى إلقاء السلاح، وأتحمل المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة”.
وأضاف في الإعلان الذي أعده من زنزانته الانفرادية في سجنه في جزيرة إمرالي حيث يقضي عقوبته منذ توقيفه عام 1999، إن “على جميع المجموعات المسلحة إلقاء السلاح وعلى حزب العمال الكردستاني حل نفسه”.
ردود الفعل الكردية والدولية
ورحبت رئاسة إقليم كردستان العراق بدعوة أوجلان، داعيةً حزب العمال إلى “تنفيذها” بشكل عملي.
أكد الزعيم الكردي مسعود بارزاني، مساء الخميس، دعمه الكامل لعملية السلام والتسوية في تركيا، معبراً عن أمله في أن تكون رسالة أوجلان “بدايةً لوضع عملية السلام في مسارها والتوصل إلى نتيجة تصب في مصلحة جميع الأطراف”.
وأدّت الأعمال المسلحة لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون “منظمة إرهابية”، إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص منذ العام 1984، بحسب ما تذكر مصادر رسمية تركية.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن الدعوة التاريخية التي أطلقها الزعيم الكردي عبدالله أوجلان إلى حزب العمّال الكردستاني الذي أسّسه لإلقاء السلاح وحلّ نفسه «بارقة أمل» يمكن أن تقود إلى حل صراع طويل الأمد» بين الحزب الكردي المسلّح والسلطات التركية..
من جانبها اعتبرت الخارجية العراقية أن دعوة أوجلان خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
قائد قوات قسد في سوريا قال إن خطاب أوجلان موجّه إلى حزب العمال وليس إلى “قسد”، لكنه قد ينعكس إيجابياً على الوضع في سورية، ويساهم في “إنهاء الذرائع التركية لمواصلة عملياتها العسكرية في المنطقة”، حسب قوله.
بدورها وصفت ألمانيا دعوة الزعيم الكردي بانها فرصة تاريخية
واعتبرت واشنطن أن دعوة الزعيم الكردي المخضرم عبدالله أوجلان إلى حزب العمال الكردستاني بإلقاء السلاح سوف تساعد في جلب السلام إلى منطقة الشرق الأوسط.
فقرات من خطاب أوجلان:
– “على مدى أكثر من ألف عام، سعى الأتراك والأكراد إلى الحفاظ على وجودهم والصمود في وجه القوى المهيمنة، مما جعل التحالف القائم على الطوعية ضرورة دائمة لهم، لكن الحداثة الرأسمالية، على مدار المأتي عام الماضية، جعلت هدفها الأساسي هو تفكيك هذا التحالف. وقد تأثرت القوى المختلفة بهذا الأمر وسارت في هذا الاتجاه بناءً على أسس طبقية. ومع التفسيرات الأحادية للجمهورية، تسارع هذا المسار. واليوم، أصبح من الضروري إعادة تنظيم هذه العلاقة التاريخية التي أصبحت هشة للغاية، بروح الأخوة، مع مراعاة المعتقدات أيضا”.
– لا يمكن إنكار الحاجة إلى مجتمع ديمقراطي. إن تمكن حزب العمال الكردستاني، الذي كان أطول وأشمل حركات التمرد والعنف في تاريخ الجمهورية، من الحصول على القوة والدعم، كان نتيجة لإغلاق قنوات السياسة الديمقراطية. أما الحلول القائمة على النزعات القومية المتطرفة، مثل إنشاء دولة قومية منفصلة، أو الفيدرالية أو الحكم الذاتي أو الحلول الثقافوية، فهي لا تلبي متطلبات الحقوق الاجتماعية التاريخية للمجتمع”.
– “احترام الهوية وحرية التعبير والتنظيم الديمقراطي وبناء الهياكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل فئة وفقا لأسسها الخاصة، لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود مجتمع ديمقراطي ومساحة سياسية ديمقراطية”.
– “لن يتمكن القرن الثاني للجمهورية من تحقيق الاستمرارية الدائمة والأخوية إلا إذا تُوّج بالديمقراطية. فلا يوجد طريق آخر غير الديمقراطية في البحث عن أنظمة جديدة وتحقيقها، ولن يمكن. فالطريقة الأساسية هي التوافق الديمقراطي. كما يجب تطوير لغة تتماشى مع الواقع خلال فترة السلام والمجتمع الديمقراطي”.