أهم اخبارتقارير ودراساتصحافة عامةعربي ودولي

حقائق جدلية في الانتخابات الأمريكية.. لماذا لا تجري الانتخابات إلا الثلاثاء، ولماذا لا يتسلم الرئيس الأمريكي سُلطاته فور انتخابه؟ وكيف يحرم مرشح حاز أغلبية الأصوات من الفوز؟

على عكس معظم البلدان في العالم حدد دستور الولايات المتحدة الأمريكية إجراء الانتخابات الرئاسية دائماً أول يوم ثلاثاء من شهر نوفمبر، ويمكننا التنبؤ بأن الانتخابات القادمة ستُعقد يوم الثلاثاء 7 نوفمبر 2028، وفي والدورة التي تليها سيكون يوم الانتخابات يوم الثلاثاء 2 نوفمبر 2032. ولكن لماذا يوم الثلاثاء؟ ولماذا شهر نوفمبر تحديداً؟

بدأ تقليد يوم الثلاثاء كموعد للانتخابات الأمريكية عام 1845، حيث اختار الكونغرس آنذاك هذا اليوم ليناسب نمط الحياة الزراعي الذي كان سائداً في القرن 19. فقد كان معظم الناخبين يعيشون في مناطق ريفية، ويحتاجون إلى وقت للسفر من منازلهم إلى مراكز الاقتراع. إذ كان يوم الأحد مخصصاً للعبادة، ويوم الأربعاء للسوق الأسبوعي، فكان يوم الثلاثاء هو الخيار الأفضل، ليمنحهم يوماً للسفر بعد نهاية عطلة الأحد، ويوماً واحداً فقط قبل السوق الأسبوعي.

لكن الأغرب من ذلك أنه لابد أن يكون يوم الانتخاب الثلاثاء الذي يأتي بعد أول يوم اثنين من نوفمبر، بمعنى أنه إذا كان الاثنين 31اكتوبر فلا تجري الانتخابات يوم الثلاثاء أول نوفمبر، والهدف هو تجنب أي تداخل مع العطلات أو أحداث معينة في بداية الشهر.

تأخير مراسم التنصيب

رغم أن معظم الديمقراطيات تسلّم فيها السلطة بشكل سريع، تحتفظ الولايات المتحدة بفترة انتقالية طويلة نسبياً، حوالي 11 أسبوعاً، تبدأ من يوم الانتخابات في نوفمبر حتى التنصيب في 20 يناير. يعود هذا التوقيت إلى الدستور الأول الذي أقرّ فترة انتقالية من نوفمبر/تشرين الثاني إلى 4 مارس حيث كان يتم تنصيب الرئيس المنتخب، وكان السبب وراء ذلك هو الصعوبات اللوجستية في القرن 18 حين كان نقل المعلومات والأشخاص بطيئاً. أدت الأزمات التي مرت بها البلاد، خصوصاً في ظل الكساد الكبير، إلى تعديل هذه المدة لتصبح أقصر مع التعديل العشرين للدستور عام 1933.

إضافةً لذلك، يجب على الرئيس الجديد تشكيل حكومة تضمّ أكثر من 4000 تعيين إداري، بالإضافة إلى عملية انتقالية معقدة تشمل مؤسسات كبرى مثل البنتاغون ووزارة الخارجية والبيت الأبيض نفسه، الذي يستعد بفريق كامل يتولى تحويل البيت إلى مقر جاهز للرئيس الجديد خلال ساعات قليلة فقط.. وتقرر تسريع التنصيب إلى 20 يناير وفق التعديل 20 لتقليص فترة “البطة العرجاء”.

ما هي “فترة البطة العرجاء”؟

يُستخدم مصطلح “البطة العرجاء” (Lame duck) لوصف الرئيس أو المسؤول الذي انتهت ولايته لكنه لا يزال في المنصب حتى تسليم السلطة لخلفه.

يعود أصل هذا المصطلح إلى القرن الـ 18 في لندن، حيث كان يُستخدم لوصف رجال الأعمال الذين عجزوا عن سداد ديونهم خصوصاً في البورصة. ثم انتقل إلى السياق السياسي، إذ يمر الرئيس الأمريكي بفترة تراجع النفوذ خلال هذه الفترة لأن التركيز يتحول إلى الإدارة القادمة. رغم أن الرئيس الحالي لا يزال يمتلك السلطة الكاملة، إلا أن قدرته على اتخاذ قرارات مؤثرة غالباً ما تكون محدودة بفعل هذا الوضع المؤقت، مما يجعله في وضع أشبه بـ”البطة العرجاء” سياسياً.

راتب الرئيس الامريكي

يحصل الرئيس الأمريكي على راتب سنوي قدره 400,000 دولار، وفق ما حدده الكونغرس عام 2001. بالإضافة إلى امتيازات أخرى تشمل نفقات السفر بقيمة 100,000 دولار ونفقات شخصية تصل إلى 50,000 دولار سنوياً، و19 ألف دولار للترفيه، وفقاً لتقارير صحفية أمريكية.

حرمان الفائز من المنصب

المرشح الذي يحصل على أكبر عددِ من أصوات الناخبين لن يكون بالضرورة الرئيس القادم للبلاد، بل سيظل مصيره رهنا بيد مجموعة تسمى المجمع الانتخابي وهو مجموعة من الأشخاص الذين ترشحهم كل ولاية، ليصبحوا ممثلين لها في فترة الرئاسيات.

يختلف عدد أعضاء المجمع الانتخابي تبعا لمجموع سكان الولاية، ولكن يمكن اختصار الأمر بالقول إن مندوبي الولاية في المجمع الانتخابي هو مجموع عدد ممثليها في مجلس النواب + 2، وهو العدد المخصص لتمثيل كل ولاية في مجلس الشيوخ، ويخصص عدد الممثلين في مجلس النواب استنادا إلى عدد سكان الولاية.

ومن أجل أن يفوز المرشح في الانتخابات عليه أن يحصل على “نصف العدد الكلي للمندوبين +1)، أي في هذه الحالة 270 صوتا، وفي حال عدم حصول أي من المرشحين للرئاسة على “نسبة النصف + 1″، تُحال أسماء المرشحين الثلاثة الأوفر حظا في تصويت المجمع الانتخابي إلى مجلس النواب للتصويت عليهم.

وفي تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، هناك خمسة رؤساءخسروا التصويت الشعبي، لكنهم فازوا في أصوات المجمع الانتخابي، آخرهم الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات 2016.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى