أهم اخبارسياسةعربي ودولي

من هي اليد التي نقلت السلطة في فرنسا من اليمين إلى اليسار؟!

حينما دعا ماكرون إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة كان يدرك أنه المتضرر الأول من إجرائها ، لكن لم يكن بوسعه فعل شيء آخر بعد أن أصبح الواقع السياسي في الساحة الفرنسية أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.

قبل أسبوع واحد، بدا اليمين المتطرف أقرب ما يكون إلى السلطة، بعدما حقق أكبر نسبة من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المبكرة. لكن الحال انقلب رأسا على عقب -كما يبدو- من النتائج الأولية لجولة الإعادة.

كانت القوى السياسية بعد الجولة الأولى أكثر شعورا بالخطر على ما يبدو، ولذلك كانت أسرع إلى الاستجابة، حيث تغلبت أحزاب الوسط واليسار وغيرها على انقساماتها وأبرمت عدة اتفاقات سريعة لتحول دون استمرار تفوق اليمين المتطرف، وقد تمثل أبرز مظاهر هذه الاتفاقات في انسحاب أكثر من 200 مرشح من معسكري اليسار والرئيس ماكرون من الدوائر التي كانت ستشهد منافسة بين 3 مرشحين لتعزيز حظوظ زملائهم في التغلب على مرشحي التجمع الوطني.

وكان الهدف من الانسحابات، بحسب تحليل على “الجزيرة نت” تشكيل ما أطلق عليه “جبهة جمهورية” لمواجهة اليمين المتطرف والحيلولة دون تمكن رئيسه جوردان بارديلا (28 عاما) من أن يصبح أول رئيس من أقصى اليمين يتولى رئاسة الحكومة منذ الحرب العالمية الثانية.

نتائج الانتخابات التشريعية في الجولة الثانية كشفت عن تصدر تحالف “الجبهة الشعبية الجديدة” اليساري متفوقاً على تحالف “معاً” الذي يقوده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي حلّ ثانياً، وحزب “التجمع الوطني” اليميني الذي حل ثالثاً.

وذكرت وكالة فرانس برس أنه وبحسب النتائج الأولية لم تحصل أي كتلة على غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية الفرنسية، مشيرة إلى أن المشاركة سجلت النسبة الأعلى منذ الانتخابات التشريعية المسجلة عام 1981.

وبحسب التقديرات الأولية فإن تحالف أحزاب اليسار سيحصل على عدد مقاعد ما بين 172 و215، وحزب ماكرون وحلفاؤه على 150 إلى 180 مقعداً، وحزب “التجمع الوطني” اليمني على عدد مقاعد ما بين 115 و150، وحزب “الجمهوريين” ما بين 60 و70 مقعداً.

وسارع رئيس حزب “فرنسا الأبية” اليساري جون لوك ميلانشون إلى مطالبة الرئيس ماكرون بالاعتراف بهزيمته، ودعا رئيس الحكومة إلى الاستقالة، واعتبر أن الفرنسيين لن يقبلوا أي خيانة لأصوات الفرنسيين، مضيفاً أن “الشعب قال لا لليمين المتطرف ونرفض سياسة ماكرون”.

بدوره أعلن رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال نيته تقديم استقالة حكومته صباح اليوم الاثنين إلى الرئيس ماكرون، موضحا أنه “مستعد للبقاء طالما يقتضي الواجب”، وخصوصاً أن فرنسا تستضيف دورة الألعاب الأولمبية قريباً.

من جهته دعا الرئيس الفرنسي إلى توخي الحذر في تحليل نتائج الانتخابات التشريعية لمعرفة من يمكن أن يتولى تشكيل حكومة، معتبراً أن كتلة الوسط “لا تزال حيّة جداً”، فيما قال قصر الإليزيه: “إن ماكرون ينتظر تشكيلة الجمعية الوطنية الجديدة من أجل اتخاذ القرارات اللازمة”.

في حين اعتبر رئيس حزب التجمع الوطني اليميني جوردان بارديلا أن التوافقات الانتخابية وضعت فرنسا في قبضة اليسار، فيما حرم ما أسماه “تحالف العار” الفرنسيين من سياسية إعادة التأهيل اللازمة.

واتهم بارديلا ماكرون بشل المؤسسات الفرنسية وفرض العزلة على الفرنسيين، مؤكدا أن “التحالف بين اليسار والماكرونيين رمى بفرنسا في أحضان أقصى اليسار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى