خلال اجتماع وزراء خارجية المجموعة.. روسيا تؤكد أن توسيع “البريكس” دلالة على تشكيل عالم متعدد الأقطاب.. وأن أمريكا تستخدم الابتزاز لعرقلة ذلك
ناقشت دول مجموعة البريكس خلال اجتماعات وزراء خارجية المجموعة في مدينة نيجني نوفغورود في روسيا أهمية استخدام العملات المحلية في التعاملات المالية بين الدول الأعضاء.
وقال بيان مشترك عن الاجتماع: “ترى دول البريكس أنه من المهم توسيع استخدام العملات الوطنية للمدفوعات التجارية داخل الرابطة”.
وبحسب البيان “شدد الوزراء على أهمية تعزيز استخدام العملات المحلية في المعاملات التجارية والمالية بين دول البريكس”.
كما قال البيان المشترك إن دول البريكس تعتزم تطوير التعاون في قطاع الطاقة، حيث تعتبر الحصول على طاقة ميسورة التكلفة وموثوقة أساس التنمية الاقتصادية.
وأضاف البيان: “أعرب الوزراء عن عزمهم تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين دول البريكس، وشددوا على أن ضمان حصول الجميع على طاقة ميسورة التكلفة وموثوقة وضمان أمن الطاقة يشكل أساساً حاسماً للتنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي والأمن القومي ورفاهية جميع دول العالم”.
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن توسع مجموعة (البريكس) هو تأكيد واضح على عملية تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب، مشيرا إلى أن دور البريكس في حل المشكلات العالمية سيزداد.
وقال لافروف – خلال كلمته في افتتاح اجتماع وزراء خارجية دول “بريكس” في مدينة “نيجني نوفجورود” الروسية – إن تجمع دول البريكس هو أحد التجمعات التي تتحقق فيها مبادئ التعاون المتكافئ والاحترام المتبادل والانفتاح والبراجماتية والتضامن والاستمرارية والتوافق بالأفعال وليس بالأقوال، وأن التجمع يؤيد نظاماً أكثر إنصافاً يقوم على المساواة في السيادة بين الدول والتنوع الحضاري، مشيرا إلى أن الانتقال إلى نظام عالمي جديد سيستغرق حقبة تاريخية كاملة وسيكون شائكًا.
وأكد لافروف أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يتخلون عن محاولات الحفاظ على هيمنتهم، في المراوغة لعرقلة تشكيل التعددية القطبية، مستخدمين الابتزاز المالي والأدوات الاقتصادية أسلحة لتحقيق ذلك، كما يحاولون فرض معايير وآليات للتفاعل لا تعود بالنفع إلا عليهم، بقصد استبدال الحوار المتساوي الصادق بتحالفات ضيقة تعمل في الخفاء وتنتحل لنفسها حق التحدث والتصرف نيابة عن الشعوب والعالم أجمع”.
وأكد لافروف أن الأحداث الدولية الأخيرة أسقطت الأقنعة عن وجوه أولئك الذين كانوا، وحتى الآن، يدّعون بالخطابات أنهم أصحاب الحق الحصري في تحديد ما تسمى القيم العالمية تحت غطاء نظام قائم على القواعد.
من جانبه، أكد وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية وانغ يي أن المهمة الرئيسية لروسيا والصين هي تنفيذ الاتفاقيات المبرمة على أعلى مستوى وتعزيز التعاون متعدد الأوجه، لافتاً إلى أنه من المهم بالنسبة للبلدين تعزيز التنسيق في الهياكل متعددة الأطراف “لحماية المصالح المشتركة للدول النامية”.
وشدد وانغ يي على أن “تعاون روسيا والصين يلبي المصالح الأساسية لكلا البلدين وينسجم مع المسار الطبيعي لتطور العالم، وهو ليس موجهاً ضد أي دولة ولا يخضع للعقبات والضغوطات الخارجية”.
يذكر أن مجموعة “بريكس” تمثل الآن 45 بالمئة من سكان العالم، و36 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهو ما يتجاوز مساهمة مجموعة “جي 7” البالغة 30 بالمئة، حيث باتت مجموعة بريكس مطلع العام الجاري تضم مصر وإيران والإمارات العربية المتحدة والسعودية وإثيوبيا، بالإضافة إلى روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا.