الصين تفرض نفسها رمزاً للسلام.. الفصائل الفلسطينية توقع على “إعلان بكين” لإنهاء الانقسام الداخلي وتشكيل حكومة توافق وطني
وقّعت الفصائل الفلسطينية اليوم الثلاثاء، على “إعلان بكين”، لإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وفاق وطني وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وذلك في الحفل الختامي لحوار المصالحة بين الفصائل الذي عُقِدَ في بكين من 21 إلى 23 يوليو الجاري.
وأكد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الذي حضر مراسم التوقيع، أنّ جميع الفصائل الفلسطينية “أعربت بحزم عن استعدادها لتعزيز المصالحة والعزم على التمسك بالمصالح الوطنية”.
وشدّد البيان الذي صدر في ختام لقاء 14 فصيلاً فلسطينياً، في العاصمة الصينية بكين، على ضرورة تحقيق وحدة وطنية شاملة تضمّ كافة القوى في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل حكومة توافق وطني موقتة.
وأوضحت الفصائل في “إعلان بكين” أنها اتفقت خلال لقاءاتها في الصين على “الالتزام بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة”.
وشدّد البيان على “تشكيل حكومة وفاق وطني موقتة بتوافق الفصائل الفلسطينية على أن تمارس الحكومة المشكلة سلطاتها وصلاحياتها على الأراضي الفلسطينية كافة بما يؤكد وحدة الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وأن تبدأ بتوحيد المؤسسات الفلسطينية كافة والمباشرة في إعادة إعمار قطاع غزة والتمهيد لإجراء انتخابات عامة بإشراف لجنة الانتخابات المركزية بأسرع وقت وفقاً لقانون الانتخابات المعتمد”.
وأضاف البيان أنه “انطلاقاً من اتفاقية الوفاق الوطني التي وُقّعَت في القاهرة بتاريخ 4 أيار/مايو 2011، وإعلان الجزائر الذي وُقِّعَ في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2022، قررت الفصائل الاستمرار في متابعة تنفيذ اتفاقيات إنهاء الانقسام بمساعدة مصر والجزائر والصين وروسيا”.
ورحّب البيان برأي محكمة العدل الدولية الذي أكد عدم شرعية الوجود والاحتلال والاستيطان الإسرائيلي على أرض دولة فلسطين، وضرورة إزالته في أسرع وقت ممكن. (قرار العدل الدولية نص على عدم شرعية الاحتلال منذ عام 67).
وبحسب البيان فإن الفصائل المشاركة في اللقاء هي: فتح وحماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب الفلسطيني، وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الجبهة الشعبية – القيادة العامة، والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا)، وجبهة التحرير الفلسطينية، وجبهة التحرير العربية، والجبهة العربية الفلسطينية، وطلائع حرب التحرير الشعبية.
تجدر الإشارة إلى أنّ العاصمة الصينية بكين كانت قد استضافت في نيسان/أبريل من هذا العام، ممثلي حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لإجراء محادثات معمقة وصريحة حول تعزيز المصالحة الفلسطينية الداخلية.
مبادرة من 3 خطوات بشأن غزة
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، إن اجتماع 14 فصيلاً فلسطينياً في بكين للمرة الأولى، لإجراء حوار مصالحة، يشكل أملاً كبيراً للشعب الفلسطيني.
وأشارت ماو نينغ إلى أنّ الصين اقترحت مبادرة من 3 خطوات بشأن غزة، تتمثل الخطوة الأولى فيها بتعزيز تحقيق وقف شامل ودائم ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، في أقرب وقت ممكن، وضمان الوصول السلس للمساعدات الإنسانية والإغاثة.
أما الخطوة الثانية، فتقوم على الالتزام بمبدأ “الفلسطينيون يحكمون فلسطين”، والعمل معاً لتعزيز حكم ما بعد الحرب في غزة، بينما تتمثل الخطوة الثالثة في تشجيع فلسطين على أن تصبح عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة، والبدء في تنفيذ “حل الدولتين”.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية أنّ “الخطوات الثلاث” مترابطة ولا غنى عنها، مشددةً على أنّ الصين وفلسطين شقيقان وشريكان جيدان يثقان ببعضهما، وأنّ الصين تأمل بإخلاص أن تتمكن الفصائل الفلسطينية من تحقيق وحدة الأمة الفلسطينية، وإقامة دولتها المستقلة على أساس المصالحة الداخلية.
وفي سياق متصل، أكد عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي إحسان عطايا، أنّ أهمية إعلان بكين تكمن في توحيد الموقف الفلسطيني في وجه الحرب، وأن ضمانة تنفيذ بنود الإعلان هي في يد الفلسطينيين أنفسهم.