الأمم المتحدة: الدمار في غزة غير مسبوق في تاريخ الحروب وعملية إعادة الإعمار قد تستغرق 80 عاماً
كشفت احصائيات صادرة عن هيئات تابعة للأمم المتحدة عن حجم الدمار الهائل الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال خبير الإسكان بالأمم المتحدة بالاكريشنان راجاغوبال إن غزة تعرضت لدمار غير مسبوق منذ أن شنت إسرائيل هجومها العسكري بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر من العام الماضي
وأوضح بالاكريشنان راجاغوبال، المحقق المستقل لدى الأمم المتحدة المعني بالحق في السكن الملائم، للصحفيين يوم الجمعة 18 أكتوبر أن مستوى الدمار في غزة لا يمكن مقارنته بالصراعات التي شهدتها سوريا وأوكرانيا.
كما أشار إلى أنه بحلول يناير 2024، تم تدمير ما بين 60% و70% من جميع المنازل في غزة، في حين أن هذه النسبة في شمال غزة تصل إلى 82%، ثم أضاف أن الوضع قد ازداد سوءا، خاصة في الشمال حيث تقترب نسبة التدمير من 100%.
وفي نفس السياق، أشار راغاغوبال إلى تقرير حديث لبرنامج الامم المتحدة الإنمائي، والذي قدر أنه في مايو/ايار الماضي كان هناك أكثر من 39 طن من الحطام في غزة، مع وجود خليط من الركام مع ذخائر غير منفجرة ونفايات سامة وأسبستوس(معدن يستعمل في تصنيع الاسمنت ومواد أخرى) من المباني المدمرة.
أما فيما يخص تلوث المياه الجوفية والتربة، فأشار المسؤول الأممي إلى ان التلوث بلغ مستويات كارثية، مما يجعل من الصعب تحديد إمكانية علاجه في الوقت المناسب حتى يتمكن السكان من العودة خلال هذا الجيل.
إعادة الإعمار قد تستغرق 80 عاماً
وفي رده على سؤال حول المدة المتوقعة لإعادة بناء القطاع، أكد راغاغوبال أن المرحلة الأولى تتطلب إزالة الأنقاض، ثم يجب تأمين التمويل، بالإضافة إلى أن عملية الإعمار لن تكون ممكنة إلا بعد انتهاء الحرب.
ثم أوضح أن هذا الأمر يعود إلى القيود التي تفرضها إسرائيل على مواد ومعدات البناء، بدعوى أن لها استخدامات مزدوجة. كما أشار إلى أنه بعد حرب 2014 في غزة، كان يتم بناء أقل من ألف منزل سنويًا.
وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد قدر أن الحرب الحالية دمرت حوالي 80 ألف منزل، مما يعني أن إعادة الإعمار قد تستغرق 80 عاماً
1.5 مليون شخص في 42 كيلومترا
منذ عودتها من قطاع غزة إلى فرنسا، تحدثت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود، إيزابيل ديفورني عن “وضع كارثي في القطاع لم تشهد مثله خلال 25 عامًا من العمل الإنساني”.
وفي ظهورها هذا الأسبوع على شاشة قناة “فرانس 2” الفرنسية، قالت ديفورني:
منذ عام، يعاني سكان غزة من القصف، ولا يجدون مكانا للاختباء أو الهروب
وأوضحت أن “حوالي 1.5 مليون شخص يعيشون في مساحة تبلغ 42 كيلومترًا فقط”، وأنهم يقيمون “تحت ملاجئ مؤقتة لن تصمد أمام الأمطار خلال فصل الشتاء، ولن تحميهم من البرد”.
كما سلطت الضوء على النقص غير المسبوق في الموارد الأساسية، حيث يعاني السكان من ندرة “الماء، الطعام، وحتى السلع البسيطة مثل الصابون”. وفي سردها للوقائع التي عاشتها، ذكرت ديفورني أن امرأة في غزة أخبرتها أنها اضطرت لقص شعرها لعدم تمكنها من غسله